الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ إِنِ ٱتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِٱلْقَوْلِ فَيَطْمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً } * { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ٱلْجَاهِلِيَّةِ ٱلأُولَىٰ وَأَقِمْنَ ٱلصَّلاَةَ وَآتِينَ ٱلزَّكَـاةَ وَأَطِعْنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ ٱلرِّجْسَ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيـراً }

قوله: { يَا نِسَآءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَآءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ } ثم استأنف الكلام فقال: { فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ } قال الكلبي: هو الكلام الذي فيه ما يهوى المريب. وقال الحسن: فلا تكلّمن بالرفث. وكان أكثر ما يصيب الحدودَ في زمن النبي صلى الله عليه وسلم المنافقون.

قال: { فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ } قال بعضهم: المرض ها هنا الزنا. وقال بعضهم: النفاق. { وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً }. وهذا تبع الكلام الأول: { فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ }.

قال: { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ } وهي تقرأ على وجهين: وقِرن وقَرن. فمن قرأها: { وَقَرْنَ } بالفتح، فهو من القرار، ومن قرأها { وقِرْنَ } بالكسر فمن قِبَل الوقار. قال: { وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى } أي: قبلكم، في تفسير الحسن. وليس يعني أنها كانت جاهلية قبلها، كقوله:عَاداً الأُولَى } [النجم: 50] أي: قبلكم. وبعضهم يقول: الجاهلية التي ولد فيها إبراهيم من قبل الجاهلية التي ولد فيها محمد صلى الله عليه وسلم.

ذكروا عن الحسن أنه قال في تفسيرها: تكون جاهلية أخرى. ذكروا عن محمد ابن سيرين قال: لا تقوم الساعة حتى يُعبَد ذو الخَلَصة، فإنه كان كبير الأوثان في الجاهلية. وذكروا عن عبد الله بن عمر قال: تنفخ النفخة الأولى وما يعبد الله يومئذ في الأرض.

قال: { وَأَقِمْنَ الصَّلاَةَ } أي: المفروضة، أي: الصلوات الخمس على وضوئها ومواقيتها وركوعها وسجودها. { وَءَاتِينَ الزَّكَاةَ } أي: المفروضة. { وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ } أي: في كل ما تعبَّدكن به من قول أو عمل.

{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ } أي: الشيطان الذي يدعوكم إلى المعاصي. وبعضهم يقول: الرجس، يعني الإِثم الذي ذُكر في هذه الآيات. { وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً } أي: من الذنوب.

ذكروا عن أنس بن مالك قال: " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمر بباب علي وفاطمة ستة أشهر وإذا خرج إلى صلاة الفجر يقول: الصلاة يا أهل البيت، { إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً } " قال بعضهم: بلغنا أن هذه الآية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في بيت أم سلمة.