الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُواْ خَيْراً وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْقِتَالَ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً } * { وَأَنزَلَ ٱلَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً } * { وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً }

قال: { وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً } أي: لم ينالوا من المسلمين غنيمة ولا ظفراً؛ وظفرهم بالمسلمين عندهم - لو ظفروا - خيرٌ { وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ القِتَالَ } أي: بالريح والجنود التي أرسلها الله عليهم { وَكانَ اللهُ قَوِيّاً عَزِيزاً }.

قال: { وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم } أي: عاونوهم { مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ } يعني قريظة والنضير { مِن صَيَاصِيهِمْ } أي: من حصونهم { وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ }. ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حصر قريظة نزل عليه: انزلوا على حكم سعد بن معاذ في قول بعضهم.

ذكروا عن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ عن أبيه " أن سعداً لم يحكم فيهم، ولكن النبي عليه السلام أرسل إليه فجاء على حمار، فقال: أشر عليّ فيهم. فقال: قد علمت أن الله أمرك فيهم بأمر فأنت فاعل ما أمرك به، فقال: أشر عليّ فيهم. فقال: لو وليت أمرهم لقتلت مقاتلتهم ولسبيت ذراريهم ونساءهم ولقسمت أموالهم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده لقد أشرت عليّ فيهم بالذي أمرني الله به ".

ذكروا عن عطية العوفي قال: كنت فيمن عرض على النبي عليه السلام يوم قريظة، فمن نبتت عانته قتل، ومن لم تنبت عانته ترك. فنظروا إليَّ فإذا عانتي لم تنبت فتركت.

وأما النضير فإنه لما حصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقطع نخلهم، فرأوا أنه قد ذهب بعيشهم صالحوه على أن يجليهم إلى الشام.

ذكروا عن نافع عن ابن عمر " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرّق نخل بني النضير [وهي البويرة] وترك العجوة " ، وهي التي قال فيها الشاعر:

وهان على سراة بني لؤي   حريق بالبويرة مستطير
وذكروا عن عكرمة أنه قال: ما دون العجوة فهو لينة.

قال: { وَأَرْضاً لَّمْ تَطَئُوهَا } أي: خيبر.

ذكروا عن أنس بن مالك قال: " كنت رديفَ أبي طلحة يوم فتحنا خيبر؛ وإن ساقي لتصيب ساق النبي عليه السلام، وفخذي فخذَه. فلما أشرفنا عليها قال النبي صلى الله عليه وسلم: " الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين ".

فأخذناها عنوة. ذكروا عن أنس بن مالك قال: " صلّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة صبّحنا خيبر، فقرأ بنا أقصر سورتين في القرآن، ثم ركب. فلما أشرفنا عليها قالت اليهود: محمد والله والخميس. قال: والخميس: الجيش. فأخذناها عنوة " قال: { وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً }.