الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُواْ ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلآخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيراً } * { وَلَمَّا رَأَى ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلأَحْزَابَ قَالُواْ هَـٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً } * { مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً } * { لِّيَجْزِيَ ٱللَّهُ ٱلصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ ٱلْمُنَافِقِينَ إِن شَآءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً }

قوله: { لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الأَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً }. وهذا الذكر تطوّع ليس فيه وقت.

قال: { وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ } يعنون الآية التي في سورة البقرة، وقد فسّرناه قبل هذا الموضع. { وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ }. قال الله: { وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً } { إِلاَّ إِيمَاناً } ، أي: تصديقاً { وَتَسْلِيماً } أي: لأمر الله.

وتفسير الكلبي أن الأحزاب لما خرجوا من مكة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخندق أن يحفر، فقالوا: يا رسول الله، وهل أتاك من خبر؟ فقال: نعم. فلما حُفِر الخندق وفُرِغ منه أتاهم الأحزاب. فلما رآهم المؤمنون قالوا: { هَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ... } إلى آخر الآية.

قوله: { مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ } حيث بايعوه على أن لا يفروا، وصدقوا في لقائهم العدو، وذلك يوم أحد. { فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ } تفسير مجاهد: { فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ } أي: عهده فقتل أو عاش { وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ } يوماً فيه قتال فيقضي عهده ويقاتل [فيقتل أو يصدق في لقائه]. وبعضهم يقول: { فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ } أي: أجله، يعني من قتل يومئذ: حمزة وأصحابه { وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ } أي: أجله. قال: { وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً } كما بَدَّلَ المنافقون.

قال: { لِّيَجْزِيَ اللهُ الصَّادِقِينَ } أي: المؤمنين الذين صدقوا في قولهم وفعلهم. { بِصِدْقِهِمْ } أي: بإكمالهم فرض الله ووفائهم بما عاهدوا الله عليه، أي: يجزيهم بذلك الجنة.

قال: { وَيُعَذِّبَ المُنَافِقِينَ إِن شَآءَ } فيموتوا على نفاقهم فيعذبهم، فإنه قد شاء عذابهم إذا ماتوا على نفاقهم فيعذبهم. { أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ } أي: يمن عليهم بالتوبة فيرجعوا عن نفاقهم ويتوبوا منه. { إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُوراً } أي: لمن تاب منهم من نفاقه وكفره { رَّحِيماً } أي: رحيماً له إذ جعل له من نفاقه متاباً ومرجعاً.