الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلاَلَةٍ مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ } * { ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } * { وَقَالُوۤاْ أَءِذَا ضَلَلْنَا فِي ٱلأَرْضِ أَءِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُم بِلَقَآءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ } * { قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ ٱلْمَوْتِ ٱلَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ } * { وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ ٱلْمُجْرِمُونَ نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَآ أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَٱرْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ }

ثم قال: { ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ } أي: نسل آدم { مِن سُلاَلَةٍ مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ } أي: ضعيف، يعني النطفة.

قال: { ثُمَّ سَوَّاهُ } أي: سوّى خلقه كيف شاء { وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ } أي: أحدث فيه الروح. قال: { وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } أي: أقلكم المؤمنون، وهم الشاكرون.

قوله: { وَقَالُوا } يعني المشركين { أَءِذَا ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ } أي: إذا كنا تراباً وعظاماً { أَءِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ }. وهذا استفهام على إنكار، أي: إنا لا نبعث بعد الموت. وبعضهم يقرأها أءذا صللنا في الأرض، أإذا نتنّا في الأرض { أَءِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ }. قال الله: { بَلْ هُم بِلِقَآءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ }.

قوله: { قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ } يقال إنه [حويت له الأرض] فجعلت له مثل الطست، يقبض أرواحهم كما يلتقط الطير الحب. وبلغنا أنه يقبض روح كل شيء في البر والبحر. قال: { ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ } أي: يوم القيامة.

قوله: { وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ } أي: المشركون والمنافقون { نَاكِسُوا رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ } أي: خزايا نادمين { رَبَّنَآ أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا } أي: يقولون: أبصرنا وسمعنا، أي: سمعوا حين لم ينفعهم السمع وأبصروا حين لم ينفعهم البصر. { فَارْجِعْنَا } أي: إلى الدنيا { نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ } أي: بالذي أتانا به محمد أنه حق.