الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } * { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُولِجُ ٱلْلَّيْلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِيۤ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } * { ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ ٱلْبَاطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْعَلِيُّ ٱلْكَبِيرُ }

قوله: { مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ } وذلك أن المشركين قالوا: يا محمد، خلقنا الله أطواراً: نطفاً، ثم علقاً، ثم مضغاً، ثم عظاماً، ثم أنشأنا خلقاً آخر، كما تزعم، وتزعم أنا نبعث في ساعة واحدة. فأنزل الله جواباً لقولهم: { مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ } ، أي: إنما نقول له: كن فيكون. { إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ }.

قوله: { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُولِجُ الَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي الّيْلِ } أي: يدخل الليل في النهار ويدخل النهار في الليل، وهو أخذ كل واحد منهما من صاحبه. قال: { وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ } دائبين، أي: يجريان { كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمّىً } لا يُقَصِّر دونه ولا يزيد عليه، أي: إلى الوقت الذي يكون فيه، فيذهب ضوءه. قال: { وَأَنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }.

قال: { ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ } والحق اسم من أسماء الله { وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ البَاطِلُ } يعني أوثانهم { وَأَنَّ اللهَ هُوَ العَلِيُّ } أي: الأعلى ولا أعلى منه { الكَبِيرُ } أي: لا أكبر منه.