الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَٱغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ ٱلأَصْوَاتِ لَصَوْتُ ٱلْحَمِيرِ } * { أَلَمْ تَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ }

قال: { وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ } وقال في آية أخرى:وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الجِبَالَ طُولاً } [الإِسراء: 37].

قال: { وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ } يعني أقبح الأصوات { لَصَوْتُ الحَمِيرِ } وإنما كانت { لَصَوْتُ الحَمِيرِ } ولم تكن لأصوات الحمير لأنه عنى صوتها الذي هو صوتها.

قوله: { أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ } يعني شمسها وقمرها ونجومها وما ينزل من السماء من ماء وما فيها من جبال البرد { وَمَا فِي الأَرْضِ } أي: وسخر لكم ما في الأرض أي: من شجرها وجبالها وأنهارها وثمارها [وبحارها وبهائمها] { وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً } أي: في باطن أمركم وظاهره. [وبعضهم يقول]: الظاهرة الإِسلام والقرآن، والباطنة ما ستر من العيوب والذنوب.

قال: { وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللهِ } فيعبد الأوثان دونه { بِغَيْرِ عِلْمٍ } أتاه من الله { وَلاَ هُدىً } أتاه من الله { وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ } أي: مضيء. أي: بيّن لما هو عليه من الشرك. وتفسير الكلبي أنها نزلت في النضر بن الحارث، أخي بني عبد الدار.