قال: { وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ } وقال في آية أخرى:{ وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الجِبَالَ طُولاً } [الإِسراء: 37]. قال: { وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ } يعني أقبح الأصوات { لَصَوْتُ الحَمِيرِ } وإنما كانت { لَصَوْتُ الحَمِيرِ } ولم تكن لأصوات الحمير لأنه عنى صوتها الذي هو صوتها. قوله: { أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ } يعني شمسها وقمرها ونجومها وما ينزل من السماء من ماء وما فيها من جبال البرد { وَمَا فِي الأَرْضِ } أي: وسخر لكم ما في الأرض أي: من شجرها وجبالها وأنهارها وثمارها [وبحارها وبهائمها] { وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً } أي: في باطن أمركم وظاهره. [وبعضهم يقول]: الظاهرة الإِسلام والقرآن، والباطنة ما ستر من العيوب والذنوب. قال: { وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللهِ } فيعبد الأوثان دونه { بِغَيْرِ عِلْمٍ } أتاه من الله { وَلاَ هُدىً } أتاه من الله { وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ } أي: مضيء. أي: بيّن لما هو عليه من الشرك. وتفسير الكلبي أنها نزلت في النضر بن الحارث، أخي بني عبد الدار.