الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي ٱلدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَٱتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { يٰبُنَيَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ أَوْ فِي ٱلأَرْضِ يَأْتِ بِهَا ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ }

قوله: { وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } أي: إنك تعلم أني ليس لي شريك، يعني المؤمن. قال: { فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ } أي: طريق من أناب إليّ، أي: أقبَلَ إليَّ بقلبه مخلصاً، يعني النبي عليه السلام والمؤمنين. ثم قال: { ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ } أي: يوم القيامة { فَأُنَبِّئُكُم } أي: فأخبركم { بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } أي: في الدنيا.

قوله: { يَابُنَيَّ } رجع إلى كلام لقمان، تبعاً للكلام الأول حيث قال: { وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيِّ لاَ تُشْرِكْ بِاللهِ } قال: { إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ } أي: وزن حبة { مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ } بلغنا أن الصخرة التي عليها الحوت الذي عليه قرار الأرض. قال: { أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ } أي: احذر يا بني فإنه سيحصي عليك عملك ويعلمه كما علم هذه الحبة من الخردل. لقمان يقوله لابنه. قال: { إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ } أي: لطيف باستخراجها، خبير بمكانها.