الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ هَـٰذَا خَلْقُ ٱللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ ٱلظَّالِمُونَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ ٱلْحِكْمَةَ أَنِ ٱشْكُرْ للَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ }

ثم قال: { هَذَا خَلْقُ اللهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ } يعني الأوثان التي يعبدونها، فلم تكن لهم حجة. قال: { بَلِ الظَّالِمُونَ } أي: المشركون { فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } أي: بيّن.

قوله: { وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا لُقْمَانَ الحِكْمَةَ } أي: الفقه والعقل. كان لقمان فقيهاً عالماً ولم يكن نبيّاً.

ذكروا أن لقمان الحكيم كان عبداً حبشياً نجاراً فأمره سيده أن يذبح له شاة؛ فذبح له شاة، فقال له سيّده: اِيتنا بأطيبها مضغتين، فجاءه باللسان والقلب. ثم أمره أن يذبح له شاة أخرى وأمره فقال: القِ أخبثها مضغتين، فألقى اللسان والقلب. فقال له سيّده: أمرتك بأن تأتيني بأطيبها مضغتين، فأتيتني باللسان والقلب، ثم أمرتك أن تلقي أخبثها مضغتين فألقيت اللسان والقلب، فقال له لقمان: إنه ليس شيء أطيب منهما إذا طابا، ولا أخبث منهما إذا خبثا. قال: وكان ذلك أول ما عرف به من حكمته.

وقال مجاهد: { وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا لُقْمَانَ الحِكْمَةَ } أي: الفقه والعقل [والإِصابة في القول في غير نبوّة].

قوله: { أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ } النعمة. قال: { وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ } أي: لنفسه نفع ذلك، والشكور هو المؤمن. { وَمَن كَفَرَ } أي: ولم يشكر النعمة { فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } أى: غني عن خلقه، حميد، أي: استحمد إلى خلقه، أي: استوجب عليهم أن يحمدوه.