الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱنظُرْ إِلَىٰ آثَارِ رَحْمَتِ ٱللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَآ إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ ٱلْمَوْتَىٰ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً لَّظَلُّواْ مِن بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ } * { فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ ٱلْمَوْتَىٰ وَلاَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ } * { وَمَآ أَنتَ بِهَادِ ٱلْعُمْيِ عَن ضَلاَلَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُّسْلِمُونَ } * { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْقَدِيرُ } * { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُقْسِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُواْ غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُواْ يُؤْفَكُونَ } * { وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ وَٱلإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ ٱللَّهِ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْبَعْثِ فَهَـٰذَا يَوْمُ ٱلْبَعْثِ وَلَـٰكِنَّكُمْ كُنتمْ لاَ تَعْلَمُونَ }

قال: { فَانظُرْ إلَى ءَاثَارِ رَحْمَتِ اللهِ } يعني المطر { كَيْفَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَآ } يعني النبات الذي أنبته الله بذلك المطر. قال: { إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كَلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } أي: فالذي أنبت هذا النبات بهذا المطر قادر على أن يبعث الخلق يوم القيامة.

قال: { وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحاً } فأهلكنا به ذلك الزرع { فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً لَّظَلُّوا } أي: لصاروا { مِن بَعْدِهِ } أي: من بعد ذلك المطر { يَكْفُرُونَ }.

قال: { فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ المَوْتَى } يعني الكفار الذين يموتون على كفرهم، { وَلاَ تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَآءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ }. يقول: إن الصمّ لا يسمعون الدعاء إذا ولوا مدبرين. وهذا مثل الكفار، أي: إنهم إذا تولوا عن الهدى لم يسمعوه سمع قبول.

قال: { وَمَآ أَنتَ بِهَادِ العُمْيِ عَن ضَلاَلَتِهِمْ } يعني الكفار العمي عن الهدى { إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا } وهذا سمع قبول. يقول: لن يقبل منك إلا من يؤمن بآياتنا { فَهُم مُّسْلِمُونَ }.

قوله: { اللهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ } يعني ضعف نطفة الرجل { ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً } يعني شبابه { ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ العَلِيمُ القَدِيرُ }.

قوله: { وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ المُجْرِمُونَ } أي: يحلف المشركون { مَا لَبِثُوا } أي: في الدنيا وفي قبورهم { غَيْرَ سَاعَةٍ }. قال الله: { كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ } أي: يُصدّون في الدنيا عن الإِيمان والبعث.

قال: { وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللهِ إِلَى يَوْمِ البَعْثِ } [وهذا من مقاديم الكلام، يقول: وقال الذين أوتوا العلم في كتاب الله والإِيمان لقد لبثتم إلى يوم القيامة] أي: لبثهم الذي كان في الدنيا وفي قبورهم إلى أن بعثوا. قال: { فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } أي: لا تعلمون أن البعث حق.