الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ ٱلرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ ٱلْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } * { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَآءُوهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَٱنتَقَمْنَا مِنَ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ ٱلْمُؤْمِنينَ } * { ٱللَّهُ ٱلَّذِي يُرْسِلُ ٱلرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي ٱلسَّمَآءِ كَيْفَ يَشَآءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى ٱلْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ فَإِذَآ أَصَابَ بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } * { وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ }

قوله: { وَمِنْ ءَايَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ } أي: بالمطر { وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ } يعني بالمطر { وَلِتَجْرِيَ الفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ } أي: طلب التجارة في البحر. وهذا تبع للكلام الأول في هذه الآية: { وَمِنْ ءَايَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ } وما ذكر من المطر والسفن وطلب الفضل. قال: { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } أي: لتشكروا هذه النعم.

قوله: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ } يا محمد { رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَآءُوهُم } أي: جاءتهم تلك الرسل { بِالْبَيِّنَاتِ } أي: بالبينات والنور والهدى فكذبوهم { فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا } أي: من الذين أشركوا { وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ المُؤْمِنِينَ } أي: إجابة دعاء الأنبياء على قومهم بالهلاك حين كذّبوهم، فأمروا بالدعاء عليهم، ثم استجيب لهم فأهلكهم الله.

قوله: { اللهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَآءِ كَيْفَ يَشَآءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً } أي: قطعاً بعضه على بعض { فَتَرَى الوَدْقَ } أي: المطر { يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ } أي: من خلال السحاب، وقال بعضهم: { مِنْ خِلاَلِهِ } أي: من خلل السحاب. قال: { فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } أي: بالمطر.

قوله: { وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم } المطر { مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ } أي: لآيسين من المطر قانطين. كقوله:وَهُوَ الَّذِى يُنَزِّلُ الغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا } [الشورى: 28].

وقوله: { وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ } هو كلام من كلام العرب مثنى. مثل قوله:وَهُم بِالأَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ } [النمل: 3] وكقوله:وَهُمْ عَنِ الأَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ } [الروم: 7].