الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ } * { وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ وَٱبْتِغَآؤُكُمْ مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } * { وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ ٱلْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَيُحْيِي بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }

قال: { وَمِنْ ءَايَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ } قال بعضهم: { اخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ }: النغمة، { وَأَلْوَانِكُمْ } أي: لا ترى اثنين على صورة واحدة.

ذكر بعضهم عن الضحاك بن مزاحم قال: يشبه الرجل الرجل وليس بينهما قرابة إلا من قبل الأب الأكبر: آدم. وتفسير الكلبي: { اخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ } أي: للعرب كلام، ولفارس كلام، وللروم كلام، ولسائرهم من الناس كذلك. قال: { وَأَلْوَانِكُمْ } أي: أبيض وأحمر وأسود. { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالَمِينَ }.

[قوله: { وَمِنْ ءَايَاتِهِ مَنَامُكُم بِالّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَآؤُكُم مِّن فَضْلِهِ } أي: من رزقه. كقوله:وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ الَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ } أي: في الليل،وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ } [القصص: 73] أي: من في النهار. قال: { إِنَّ فِي ذَلِكَ لأَيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } وهم المؤمنون، سمعوا من الله ما أنزل عليهم].

قال: { وَمِنْ ءَايَاتِهِ يُرِيكُمُ البَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً } أي: خوفاً للمسافر [يخاف أذاه ومعرّته]، وطمعاً للمقيم، أي: يطمع في رزق الله. وبعضهم يقول: خوفاً من البَرَد أن يهلك الزرع، وطمعاً في المطر. قال: { وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَآءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا } أي: يحييها بالنبات بعد إذ كانت يابسة ليس فيها نبات. { إِنَّ فِي ذَلِكَ لأَيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } وهم المؤمنون، عقلوا عن الله ما أنزل إليهم.