الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ٱزْدَادُواْ كُفْراً لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلضَّآلُّونَ } * { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ ٱلأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ ٱفْتَدَىٰ بِهِ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ } * { لَن تَنَالُواْ ٱلْبِرَّ حَتَّىٰ تُنْفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ }

قوله: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ } قال الحسن: هم أهل الكتاب، كانوا مؤمنين ثم كفروا. { ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً } أي ماتوا على كفرهم { لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ } أي لن يَقْبل الله إيمانهم الذي كان قبل ذلك إذا ماتوا على كفرهم. { وَأُوْلَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ } وقال بعضهم: هم اليهود كفروا بالإِنجيل، ثم ازدادوا كفراً حين بعث النبي عليه السلام فأنكروه وكذبوا به.

قوله: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدَى بِهِ }. ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يجاء بالكافر يوم القيامة فيقال له: أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهباً أكنت مفتدياً به؟ فيقول: نعم، يا رب. فيقال له: قد سئلت أيسر من ذلك ".

قوله: { أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } أي موجع. { وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ } أي ينصرونهم من عذاب الله.

قوله: { لَن تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ } قال الحسن: يعني الزكاة الواجبة. ذكروا عن عبد الله بن مسعود قال: إيتاء المال على حبه أن تنفق وأنت صحيح شحيح تأمل الحياة وتخشى الفقر.

قوله: { وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ } يعني الصدقة { فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ } أي يحفظه لكم حتى يجازيكم به.