قوله: { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ } أي خسر نفسه فصار في النارِ وخسر أهله من الحور العين. وتفسير ذلك في سورة الزمر. قوله: { كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ } ذكر عن عمرو عن الحسن قال: هم أهل الكتاب، يعني عامّتهم، وقد أسلم الخاصة منهم. كان أصل أَمرِ أهل الكتاب الإِيمان، فكفروا به وحرّفوا كتاب الله. ثم قال: { وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ } يعني محمداً، خاصة من يدرس ذلك ويعلمه منهم { وَجَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ } يعني الكتاب الذي فيه البيّنات والحجج { وَاللهُ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ } يعني من لا يهديه الله منهم. وقال بعضهم عن الحسن: هم أهل الكتابين: اليهود والنصارى، أقرّوا بنعت محمّد في كتابهم، وشهدوا أنه حق، فلما بعثه الله من غيرهم كفروا به. وقال مجاهد: هو رجل من بني عمرو بن عوف كفر بعد إيمانه. قال: { أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللهِ وَالمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ } يعني بالناس المؤمنين خاصة. { خَالِدِينَ فِيهَا } أي في تلك اللعنة وثوابها، لأن ثوابها النار، وهو كقوله:{ مَّنْ أَعْرَضَ عَنْهُ ـ [أي عن القرآن] ـ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ القِيَامَةِ وِزْراً خَالِدِينَ فِيهِ } [طه:100-101] أي في ثواب ذلك الوزر الذي حملوه. قوله: { لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ العَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } أي ولا هم يؤخرون بالعذاب.