{ رَّبَّنَا ءَامَنَّا بِمَا أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ }. أي: بما جاء عيسى أنه حق. ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لكل نبي حواريون، وأنا حواري تسعة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن بن عوف، وعثمان بن مظعون ". قوله: { وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ } أي مكروا بقتل عيسى، ومكر الله بهم فأهلكهم، ورفع عيسى إليه، فوصف كيف مكر بهم فقال: { إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ } وهذه وفاة الرفع في قول الحسن فيما أحسب. وفيها تقديم، أي: رافعك ومتوفيك بعدما تنزل. قال: { وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا } أي في النصر وفي الحجة { إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ } والذين اتبعوه محمد صلى الله عليه وسلم وأهل دينه، اتبعوا دين عيسى، وصدّقوا به. وقال بعضهم: هم أهل الإِسلام الذين اتبعوه على فطرته وملّته وسنّته، ولا يزالون ظاهرين على أهل الشرك إلى يوم القيامة. وهو قوله:{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ العَذَابِ } [الأعراف:167] أي: شدة العذاب، وهي الجزية. وقال بعضهم: بعث الله عليهم هذا الحي من العرب فهم منه في ذلّ إلى يوم القيامة. قوله: { ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }. قال الحسن: حكمه فيهم يوم القيامة أن يعذب الكافرين ويدخل المؤمنين الجنة.