الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِيۤ أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وٱنْصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ } * { فَآتَاهُمُ ٱللَّهُ ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ ٱلآخِرَةِ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ } * { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن تُطِيعُواْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ } * { بَلِ ٱللَّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ خَيْرُ ٱلنَّاصِرِينَ } * { سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعْبَ بِمَآ أَشْرَكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمُ ٱلنَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَىٰ ٱلظَّالِمِينَ }

قوله تعالى: { وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ } حيث لَقُوا عَدوَّهم { إِلاَّ أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا } أي على أنفسنا، يعنون خطاياهم. { وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِينَ فآتَاهُمُ اللهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ }. أما ثواب الدنيا فالنصر الذي نصرهم على عدوّهم في تفسير الحسن. وقال بعضهم: الفتح والظهور والتمكين والنصر على عدوهم؛ وأما ثواب الآخرة فالجنة. { وَاللهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ }.

قوله: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِن تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا } يعني اليهود في تفسير الحسن { يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ } أي إلى الشرك { فَتَنقَلِبُوا } إلى الآخرة { خَاسِرِينَ }. { بَلِ اللهُ مَوْلاَكُمْ } أي وليّكم { وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ } [ينصركم ويعصمكم من أن ترجعوا كافرين].

قوله: { سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ } قال الحسن: يعني مشركي العرب. ذكر الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نصرت بالرعب بين يدي مسيرة شهر " قوله: { بِمَا أَشْرَكُوا بِاللهِ } أي نلقي في قلوبهم الرعب بما أشركوا بالله { مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً } أي حجة بما هم عليه من الشرك { وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ } أي: مصيرهم النار. { وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ } أي المشركين.