الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِذَا رَكِبُواْ فِي ٱلْفُلْكِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ } * { لِيَكْفُرُواْ بِمَآ آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ يَعلَمُونَ } * { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ ٱلنَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِٱلْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ يَكْفُرُونَ } * { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِٱلْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ } * { وَٱلَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ }

قوله: { فَإِذَا رَكِبُوا فِي الفُلْكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } أي: إذا خافوا الغرق { فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى البَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ لِيَكْفُرُوا بِمَا ءَاتَيْنَاهُمْ }. وقال في آية أخرى:أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً } [إبراهيم: 28] قال: { وَلِيَتَمَتَّعُوا } أي: في الدنيا { فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } أي: إذا صاروا إلى النار. وهذا وعيد.

قوله: { أَوَلَمْ يَرَوا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً ءَامِناً } أي: بلى قد رأوا ذلك { وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ } ، يعني أهل الحرم، إنهم آمنون، والعرب حولهم يَقتُل بعضهم بعضاً ويَسْبِي بعضهم بعضاً. قال الله: { أفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ } أفبإبليس يؤمنون، أي: يصدّقون، أي: يعبدونه بما وسوس إليهم من عبادة الأوثان، وهي عبادته. قال في آية أخرى:أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي ءَادَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ وَأَنِ اعْبُدُونِي هذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } [يس: 60-61] قال: { وَبِنِعْمَةِ اللهِ يَكْفُرُونَ } وهذا على الاستفهام، أي: قد فعلوا. قوله: { وَبِنِعْمَةِ اللهِ يَكْفُرُونَ } يعني ما جاء به النبي عليه السلام من الهدى.

قال: { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِباً } فعبد الأوثان دونه { أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ } أي: بالقرآن { لَمَّا جَاءَهُ } أي: لا أحد أظلم منه، ثم قال: { أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِّلْكَافِرِينَ } وهو على الاستفهام، أي: بلى فيها مثوى للكافرين.

قوله: { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا } [يعني عملوا لنا] { لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } أي: سبيل الهدى، أي: الطريق إلى الجنة. نزلت قبل أن يؤمر بالجهاد، ثم أُمِر بالجهاد بعدُ بالمدينة. قال الله: { وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } أي: المؤمنين.