الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَٱعْبُدُونِ } * { كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } * { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِّنَ ٱلْجَنَّةِ غُرَفَاً تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ } * { ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } * { وَكَأَيِّن مِّن دَآبَّةٍ لاَّ تَحْمِلُ رِزْقَهَا ٱللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } * { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ } * { ٱللَّهُ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }

قوله: { يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ } [قال بعضهم: إن أرضي واسعة قال: إذا عُمِل فيها بالمعاصي فاخرجوا منها. وقال مجاهد: فهاجروا وجاهدوا].

وقال بعضهم: أمرهم بالهجرة وأن يجاهدوا في سبيل الله، يهاجروا إلى المدينة ثم يجاهدوا إذا أمروا بالجهاد.

قوله: { فَإِيَّاىَ فَاعْبُدُونِ } أي: في تلك الأرض التي أمرتكم أن تهاجروا إليها، يعني المدينة، نزلت هذه الآية بمكة قبل الهجرة.

قوله: { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ } كقوله:ثُمَّ إِنَّكُم بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ } [المؤمنون: 15] قال الله: { ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } أي: يوم القيامة.

قوله: { وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم } أي: لنسكننهم { مِّنَ الجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا } لا يموتون ولا يخرجون منها { نِعْمَ أَجْرُ العَامِلِينَ } أي: نعم ثواب العاملين في الدنيا، يعني الجنة.

قال: { الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }.

قوله: { وَكَأَيِّن } أي: وكم { مِّن دَابَّةٍ لاَّ تَحْمِلُ رِزْقَهَا } أي: تأكل بأفواهها ولا تحمل شيئاً لغد. قال مجاهد: يعني البهائم والطير والوحوش والسباع { اللهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ } أي: لا اسمع منه ولا أعلم.

قوله: { وَلَئِن سَأَلْتَهُم } يعني المشركين { مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ } يجريان { لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ } أي: فكيف تصرفون عقولكم بعد إقراركم بأن الله واحد، وأنه خالق هذه الأشياء.

قوله: { اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ } أي: يوسع الرزق لمن يشاء من عباده { وَيَقْدِرُ لَهُ } أي: ويقتر عليه نظراً له، يعني المؤمنين { إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }. كقوله: { وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً } أي: ولولا أن يجتمعوا على الكفرلَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ... } إلى آخر الآية [الزخرف: 33].

ذكروا عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح ذبابة أو بعوضة ما أعطى الكافر منها شيئاً. " ذكروا عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الدنيا سجن المؤمن، وهي جنة الكافر ".