الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ وَلَوْلاَ أَجَلٌ مُّسَمًّى لَّجَآءَهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } * { يَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِٱلْكَافِرِينَ } * { يَوْمَ يَغْشَاهُمُ ٱلْعَذَابُ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيِقُولُ ذُوقُواْ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }

قوله: { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلاَ أَجَلٌ مُّسَمّىً لَّجَاءَهُمُ الْعَذَابُ }. كان النبي عليه السلام يخوّفهم العذاب إن لم يؤمنوا، فكانوا يستعجلون به استهزاءً وتكذيباً. قال الله: { وَلَوْلاَ أَجَلٌ مُّسَمّىً } أي: النفخة الأولى { لَّجَاءَهُمُ الْعَذَابُ } أي: إن الله أخَّر عذاب كفار آخر هذه الأمة بالاستئصال، الدائنين بدين أبي جهل بن هشام وأصحابه، إلى النفخة الأولى، بها يكون هلاكهم.

قال الله: { وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ }.

ذكروا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " تقوم الساعة والرجلان قد نشرا ثوبهما يتبايعان، فما يطويانه حتى تقوم الساعة، وتقوم الساعة والرجل يخفض ميزانه ويرفعه، وتقوم الساعة والرجل يليط حوضه ليسقي ماشيته فما يسقيها حتى تقوم الساعة ".

قوله: { يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ } كقوله:أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا } [الكهف: 29]، قال الله: { يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ } وهذا عذاب جهنم. كقوله:لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ } [الأعراف: 41] أي: يغشاهم. وكقوله:لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ } [الزمر: 16] قال: { وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } أي: ثواب ما كنتم تعملون في الدنيا.