الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تُجَادِلُوۤاْ أَهْلَ ٱلْكِتَابِ إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ وَقُولُوۤاْ آمَنَّا بِٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَـٰهُنَا وَإِلَـٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } * { وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ فَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَـٰؤُلاۤءِ مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ إِلاَّ ٱلْكَافِرونَ }

قوله: { وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } قال بعضهم: أي: بكتاب الله. وقال: نهى الله عن مجادلتهم في هذه السورة ولم يكن يومئذ أمر بقتالهم، ونسخ ذلك فأمر بقتالهم، ولا مجادلة هي أشد من السيف، فقال في سورة براءة:قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ } [التوبة: 29]. أمر بقتالهم حتى يُسلِموا أو يُقِرّوا بالجزية.

قوله: { إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ }. قال بعضهم: من قاتلك ولم يعطك الجزية فقاتله إذاً، يعني إذ أمر بجهادهم، وإنما أمر بجهادهم بالمدينة، وهذه الآية مكية، وقال مجاهد: من أقام على شركه منهم ولم يؤمن.

قال: { وَقُولُوا ءَامَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } وتفسير مجاهد: يقوله لمن آمن من أهل الكتاب.

قوله: { وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ فَالَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ } يعني من آمن منهم { وَمِنْ هَؤُلاَءِ } يعني مشركي العرب { مَن يُّؤمِنُ بِهِ } يعني القرآن { وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ الْكَافِرُونَ }.