قوله: { وَإِبْرَاهِيمَ } أي: وأرسلنا إبراهيم إلى قومه، وهذا تبع للكلام الأول في نوح: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ } قال: { إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللهَ } أي: وحدوه { وَاتَّقُوهُ } أي: واخشوه { ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }.
{ إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ } أي: وتصنعون { إِفْكاً } أي: كذباً. قال: { إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِندَ اللهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ } أي: فابتغوا عند الله الرزق بأن تعبدوه وتشكروه يرزقكم. قال: { إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } أي: يوم القيامة.
قوله: { وَإِن تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ } أي: فأهلكهم الله، يحذّرهم أن ينزل بهم ما نزل بهم إن لم يؤمنوا.
قال: { وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ المُبِينُ } أي: ليس عليه أن يكره الناس على الإِيمان. كقوله: { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لأَمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ } يقوله على الاستفهام،{ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ } [يونس: 99] أي: إنك لا تستطيع أن تكرههم، فإنما يؤمن من أراد الله أن يؤمن. وكقوله:{ إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ } [القصص: 56].
قوله: { أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ } أي: بلى، قد رأوا أن الله خلق الخلق، قال: { ثُمَّ يُعِيدُهُ } يعني يوم البعث، يخبر أنه يبعث العباد، والمشركون لا يقرّون بالبعث. قال: { إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ } أي: خلقهم وبعثهم.
ثم قال للنبي عليه السلام: { قُلْ } لهم: { سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ } أي: حيثما ساروا رأوا خلق الله الذي خلق. قوله: { ثُمَّ اللهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ } أي: الخلق الآخر، يعني البعث، أي: إن الله خلقهم وإنه يبعثهم. { إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ }.