الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا يٰلَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآ أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } * { وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ ٱللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلاَ يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ٱلصَّابِرُونَ } * { فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ ٱلأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُنتَصِرِينَ } * { وَأَصْبَحَ ٱلَّذِينَ تَمَنَّوْاْ مَكَانَهُ بِٱلأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلاۤ أَن مَّنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْكَافِرُونَ }

قوله: { فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ } يعني قارون { فِي زِينَتِهِ } قال الكلبي: خرج وعليه ثياب حمر مصبوغة بالأرجوان على بغلة بيضاء. وقال الحسن: خرج في صنوف ماله من درّ وذهب وفضة، وقيل: خرج في الحمرة والصفرة.

{ قَالَ الذِينَ يُرِيدُونَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا } أي: المشركون الذين لا يُقِرُّونَ بالآخرة: { يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآ أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } أي: لذو نصيب واف.

{ وَقَالَ الذِينَ أُوتُوا العِلْمَ } وهم المؤمنون للمشركين { وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللهِ } أي: جزاء الله، أي: الجنة { خَيْرٌ لِّمَنْ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً } مما أوتي قارون، { وَلاَ يُلَقَّاهَآ } [أي: يعطاها، أي: الجنة] { إِلاَّ الصَّابِرُونَ } أي: العاملون بطاعة الله، وهم المؤمنون.

قال الله: { فَخَسَفْنَا بِهِ } أي: بقارون { وَبِدَارِهِ } أي: وبمسكنه { الأَرْضَ } فهو يخسف به كل يوم قامة إلى أن تقوم الساعة. { فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ } أي: من الممتنعين من عذاب الله.

قوله: { وَأَصْبَحَ الذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ } [أي: إن الله] { يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلآ أَن مَّنَّ اللهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّه لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ } [اي: وإنه لا يفلح الكافرون].

بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل يكلمه في شيء: " وَيْكَأَنَّكَ لم تكن لتفعله ". وقال بعضهم: { وَيْكَأَنَّ اللهَ } أي: ولكن الله، { وَيْكَأَنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ } أي: ولكنه لا يفلح الكافرون.