الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ ٱلأَنبَـآءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لاَ يَتَسَآءَلُونَ } * { فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَعَسَىٰ أَن يَكُونَ مِنَ ٱلْمُفْلِحِينَ } * { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ سُبْحَانَ ٱللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } * { وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ } * { وَهُوَ ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلأُولَىٰ وَٱلآخِرَةِ وَلَهُ ٱلْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } * { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلْلَّيْلَ سَرْمَداً إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَآءٍ أَفَلاَ تَسْمَعُونَ } * { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلنَّهَارَ سَرْمَداً إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفلاَ تُبْصِرُونَ }

قال: { فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الأَنبَآءُ } أي: الحجج { يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لاَ يَتَسَآءَلُونَ } أي: أن يحمل بعضهم عن بعض من ذنوبه شيئاً، في تفسير الحسن.

وقال مجاهد: (لاَ يَتَسَآءَلُونَ) أي: بالأنساب، وفي تفسير بعضهم أنه لا يسأل قريب قريبه أن يحمل من ذنوبه شيئاً، كقوله:وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَيءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى } [فاطر: 18].

قوله: { فَأَمَّا مَن تَابَ } أي: من شركه { وَءَامَنَ } أي: أخلص الإِيمان لله، { وَعَمِلَ صَالِحاً } أي: في إيمانه { فَعَسَى أَن يَكُونَ مِنَ المُفْلِحِينَ } وعسى من الله واجبة. والمفلحون السعداء، وهم أهل الجنة.

قوله: { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ } أي: من يشاء من خلقه، أي: للنبوّة. { مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ } أي: ما كان لهم أن يختاروا هم الأنبياء فيبعثوهم. بل الله هو الذي اختار، وهوأَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ } [الأنعام: 124] { سُبْحَانَ اللهِ } ينزّه نفسه { وَتَعَالَى } أي: ارتفع { عَمَّا يُشْرِكُونَ }.

قال: { وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ } أي: ما يسرّون { وَمَا يُعْلِنُونَ }.

{ وَهُوَ اللهُ لآ إلهَ إلاَّ هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالأَخِرَةِ } في الدنيا والآخرة { وَلَهُ الحُكْمُ } أي: القضاء { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } أي: يوم القيامة.

قوله: { قُل أَرَءَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ الَّيْلَ سَرْمَداً } [أي: دائماً لا ينقطع] { إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ مَن إلهٌ غَيْرُ اللهِ } وهذا على الاستفهام { يَأتِيكُمْ بِضِيَآءٍ } أي: بنهار { أَفَلاَ تَسْمَعُونَ } أمره، يقوله للمشركين.

{ قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً } أي: دائماً { إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ مَن إلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ } كقوله:وَجَعَلَ الَّيْلِ سَكَناً } [الأنعام: 96] أي: يسكن فيه الخلق { أَفَلاَ تُبْصِرُونَ } أمره. يقوله للمشركين.