الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } * { قَالَ ٱلَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ رَبَّنَا هَـٰؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ أَغْوَيْنَآ أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَآ إِلَيْكَ مَا كَانُوۤاْ إِيَّانَا يَعْبُدُونَ } * { وَقِيلَ ٱدْعُواْ شُرَكَآءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُمْ وَرَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُواْ يَهْتَدُونَ } * { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَآ أَجَبْتُمُ ٱلْمُرْسَلِينَ }

قوله: { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ } أي: في الآخرة، يعني المشركين { فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ الذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } أي: في الدنيا أنهم شركائي، فَأَشْرَكتموهم في عبادتي.

{ قَالَ الذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ القَوْلُ } أي: الغضب، يعني الشياطين الذين دعوهم إلى عبادة الأوثان { رَبَّنَا هَؤُلآءِ الذِينَ أَغْوَيْنَآ أَغْوَيْنَاهُمْ } أي: أضللناهم { كَمَا غَوَيْنَا } أي: كما ضللنا { تَبَرَّأْنَآ إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ } أي: سلطان كان لنا عليهم استكرهناهم به، وإنما دعوهم بالوسوسة كقول إبليس:وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلآ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي } [إبراهيم: 22]، وكقوله في قولهم:وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ } [الصافات: 30] وكقول الله:وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ } [سبأ: 21]... إلى آخر الآية. وكقوله:مَآ أنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ } [الصافات: 162] أي: بمضلّينإِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ الجَحِيمِ } [الصافات: 163].

قال: { وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَآءَكُمْ } يعني الأوثان { فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا العَذَابَ } أي: ودخلوا العذاب { لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ } [أي: لو أنهم كانوا مهتدين في الدنيا ما دخلوا العذاب. وبعضهم يقول: لَو أنَّهُمْ كَانُوا مُهْتَدِينَ] أي: في الدنيا كما أبصروا الهدى في الآخرة ما دخلوا العذاب، وإيمانهم في الآخرة لا يقبل منهم.

قوله: { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ } يعني المشركين { فَيَقُولُ مَاذَآ أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ } يستفهمهم، فيحتجّ عليهم، وهو أعلم بذلك، ولا يسأل العبادَ عن أعمالهم إلا اللهُ وحده.