الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا ٱلأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلاَ عُدْوَانَ عَلَيَّ وَٱللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ } * { فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى ٱلأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ نَاراً قَالَ لأَهْلِهِ ٱمْكُثُوۤاْ إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّيۤ آتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ ٱلنَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ } * { فَلَمَّآ أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِىءِ ٱلْوَادِي ٱلأَيْمَنِ فِي ٱلْبُقْعَةِ ٱلْمُبَارَكَةِ مِنَ ٱلشَّجَرَةِ أَن يٰمُوسَىٰ إِنِّيۤ أَنَا ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ } * { وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنٌّ وَلَّىٰ مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يٰمُوسَىٰ أَقْبِلْ وَلاَ تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ ٱلآمِنِينَ }

{ قَالَ } موسى: { ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ } [قال بعضهم] وهي بلسان كلب. { فَلاَ عُدْوَانَ عَلَيَّ } [أي: فلا سبيل عليّ] { وَاللهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ } أي: شهيد.

قال: { فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ } ذكر ابن عباس قال: قضى أوفاهما وأبرهما: العشر. قوله: { وَسَارَ بِأَهْلِهِ } قال مجاهد: { فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ } أي: قضى العشر السنين ثم أقام بعد ذلك عشر سنين فخرج بعد عشرين سنة. { ءَانَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَاراً } أي: حسب أنها نار، وإنما كانت ناراً عند موسى، وهي نور وليست بنار. { قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي ءَانَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي ءَاتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ } أي: بخبر الطريق، وكان على غير الطريق { أوْ جَذْوَةً مِّنَ النَّارِ } وهي أصل شجرة { لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ } أي: لكي تصطلوا، وكان شاتياً.

قال الله: { فَلَمَّآ أَتَاهَا } أي: أتى موسى النار عند نفسه { نُودِيَ مِنْ شَاطِىءِ الوَادِي الأَيْمَنِ في البُقْعَةِ المُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ } أي: نودي عن يمين الشجرة، أي: الأيمن من الشجرة. وفيها تقديم؛ وتقديمها: من شاطئ الوادي الأيمن من الشجرة في البقعة المباركة. { أَن يَّامُوسَى إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ } فألقاها.

{ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنٌ } أي: كأنّها حيّة { وَلَّى مُدْبِراً } أي: هارباً { وَلَمْ يُعَقِّبْ } أي: ولم يلتفت، أي: من الفرَق. وقال مجاهد: ولم يرجع. { يَامُوسَى أَقْبِلْ } الله يقوله: { يَامُوسَى أقْبِلْ وَلاَ تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الأمِنِينَ }.