قوله: { وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ } أي: جماعة من الناس { يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ } أي: الناس عن شائهما؛ وفي بعض القراءة: (تَذُودَانِ النَّاسَ عَنْ شَائِهِمَا)، أي: حابستين شاءهما تذودان الناس عنهما. وقال بعضهم: تمنعان غنمهما أن تختلط بأغنام الناس. { قَالَ } لهما موسى: { مَا خَطْبُكُمَا } أي: ما أمركما { قَالَتَا لاَ نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَآءُ } أي: حتى يسقي الناس ثم نبتغي فضالتهم في تفسير الحسن { وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ }. { فَسَقَى لَهُمَا } فلم يلبث أن أروى غنمها { ثُمَّ تَوَلَّى } أي: انصرف { إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّى لِمَآ أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } يعني الطعام. وكان بجهد. وقال سعيد بن جبير: كان فقيراً إلى شق تمرة. قوله: { فَجَآءَتْهُ إحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَآءٍ } واضعة يديها على وجهها. قال الحسن: بعيدة والله عن البذاء. قال: ويقولون شعيب وليس بشعيب، ولكنه سيد أهل الماء يومئذ؛ ذكروا عن ابن عباس قال: اسم ختن موسى يترى. { قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَآءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ القَصَصَ } أي: خبره { قَالَ } الشيخ: { لاَ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ }.