الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَتَرَى ٱلْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ ٱلسَّحَابِ صُنْعَ ٱللَّهِ ٱلَّذِيۤ أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ } * { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُمْ مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ } * { وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي ٱلنَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ ٱلْبَلْدَةِ ٱلَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } * { وَأَنْ أَتْلُوَاْ ٱلْقُرْآنَ فَمَنِ ٱهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُنذِرِينَ }

قوله: { وَتَرَى الجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً } أي: ساكنة { وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ } وتكون الجبال كالعهن، أي: كالصوف المنفوش، وتكون كثيباً مهيلاً، وتُبَس بَسّاً كما يُبسُّ السويق، وتكون سَراباً، ثم تكون هباءً منبثّاً؛ فذلك حين تذهب من أصولها فلا يرى منها شيء، فتصير الأرض كلها مستوية.

قوله: { صُنعَ اللهِ الذي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ } أي: أحكم كل شيء { إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ }.

قوله: { مَنْ جَآءَ بِالْحَسَنَةِ } أي: بالإِيمان، وهو شهادة لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأن ما جاء به حق من الله، وعمل صالحاً وعمل جميع الفرائض. { فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا } أي: فله منها خير، وهو الجنة. وفي الآية تقديم، أي: فله منها خير.

قال: { وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ ءَامِنُونَ }. قال الحسن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة على رجل يشهد ألا إله إلا الله ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ".

ذكروا عن عبد الله بن عمرو قال: تنفخ النفخة الأولى وما يعبد الله يومئذ في الأرض.

قوله: { وَمَن جَآءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ } أي: ألقوا في النار على وجوههم. ذكروا عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من مات لا يشرك بالله شيئاً وعمل بفرائض الله دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله دخل النار. " قوله: { هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } أي: في الدنيا، يقال لهم ذلك في الآخرة.

قوله: { إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ البَلْدَةِ } يعني مكة { الذِي حَرَّمَهَا } أي: إنما أمرت أن أعبد ربها الذي حرّمها { وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ المُسْلِمِينَ وَأَنْ أَتْلُوَ القُرْآنَ } أي: وأمرت أن أتلو القرآن { فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَآ أَنَا مِنَ المُنذِرِينَ } أي: لا أستطيع أن أكرهكم عليه، أي: ليس عليّ إلا أن أنذركم.