الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ } * { حَتَّىٰ إِذَا جَآءُو قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُواْ بِهَا عِلْماً أَمَّا ذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { وَوَقَعَ ٱلْقَوْلُ عَلَيهِم بِمَا ظَلَمُواْ فَهُمْ لاَ يَنطِقُونَ } * { أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا ٱلْلَّيْلَ لِيَسْكُنُواْ فِيهِ وَٱلنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } * { وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ مَن شَآءَ ٱللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ }

قوله: { وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً } يعني كفار كل أمة { مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآياتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ } لهم وَزَعةٌ ترد أولاهم على أخراهم.

قال: { حَتَّى إِذَا جَآءُو } أي: حتى إذا قُدِم بهم على الله { قَالَ } الله: { أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي } أي: بحجتي { وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْماً } أي: بأن ما عبدتم من دوني ما خلقوا معي شيئاً ولا رزقوا معي شيئاً، وإن عبادتكم إياهم لم تكن بإحاطة علم علمتموه، إنما كان ذلك منكم على الظّنّ. { أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } يستفهمهم بذلك وهو أعلم بذلك منهم؛ أي: يحتجّ عليهم.

قال: { وَوَقَعَ القَوْلُ } أي: الغضب { عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا } أي: بما أشركوا { فَهُمْ لاَ يَنطِقُونَ }.

قوله: { أَلَمْ يَرَوا أَنَّا جَعَلْنَا الَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ والنَّهَارَ مُبْصِراً } أي: منيراً { إِنَّ فِي ذَلِكَ لأَيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُّؤمِنُونَ }.

قوله: { وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ } والصور قرن. وقال مجاهد: كهيئة البوق. { فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَآءَ اللهُ }. وهذه النفخة الأولى.

وقال الحسن في قوله: { إِلاَّ مَنْ شَآءَ اللهُ }: استثنى الله طوائف من أهل السماء يموتون بين النفختين.

ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللهُ } يعني الشهداء، فإنهم قالوا: ما أحسن هذا الصوت كأنه الأذان في الدنيا، فلم يفزعوا ولم يموتوا.

ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أنا سيّد ولد آدم يوم القيامة، وأول من تنشقّ عنه الأرض، فأجد موسى متعلّقاً بالعرش، فلا أدري أَصُعِق فيمن صعق، أم أَجْزَته الصعقة الأولى. " وذكروا عن الحسن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " فأجد موسى متعلّقاً بالعرش فلا أدري أحوسب بالصعقة الأولى، أم خرج قبلي ".

قوله: { وَكُلُّ أَتَوهُ دَاخِرِينَ } يعني صاغرين. يعني النفخة الآخرة.

ذكروا عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بين النفختين أربعون؛ الأولى يميت الله بها كل حي، والأخرى يحيي الله كل ميّت ".

ذكروا عن عكرمة قال: النفخة الأولى من الدنيا والأخرى من الآخرة. ذكروا عن عبد الله بن عمرو أنه قال: النافخان في السماء الثانية، رأس أحدهما بالمشرق ورجلاه بالمغرب، ورأس أحدهما بالمغرب ورجلاه بالمشرق.

ذكروا عن عبد الله بن مسعود أنه قال: يقوم ملك بين السماء والأرض بالصور فينفخ فيه. وذكر بعضهم أن المنادي، وهو صاحب الصور ينادي من الصخرة من بيت المقدس.