قوله: { قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الغَيْبَ إِلاَّ اللهُ } الغيب ها هنا القيامة. أي: لا يعلم مجيئها إلا الله { وَمَا يَشْعُرُونَ } أي: وما يشعر جميع الخلق { أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } متى يموتون ومتى يبعثون. قوله: { بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الأَخِرَةِ } أي: علموا في الآخرة أن الأمر كما قال الله، فآمنوا حين لم ينفعهم علمهم ولا إيمانهم. وقال الحسن: { بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الأَخِرَةِ } على الاستفهام، أي: تبعاً للاستفهام الأول، أي: لم يبلغ علمهم في الآخرة، أي: لو بلغ علمهم أن الآخرة كائنة لآمنوا بها في الدنيا كما آمن بها المؤمنون. وقال بعضهم: إن علمهم بذلك لم يبلغ في الدنيا؛ يسفّههم بذلك. وقال مجاهد: معناه عندي: (أَمْ أَدْرَكَ) أي: لم يدرك؛ وهو مجامع للقول الأول الذي ذكرنا قبله. قال: { بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا } أي: من الآخرة { بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ } أي: عموا عن الآخرة. وقال الكلبي: { بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ } أي: لا يدرون ما الحساب فيها وما العذاب. قوله: { وَقَالَ الذِينَ كَفَرُوا أَءِذَا كُنَّا تُرَاباً وَءَابَآؤُنَا } على الاستفهام { أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ } أي: لمبعوثون. كقوله:{ إِءِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً } [مريم: 66] أي: لا نبعث. وهذا على الاستفهام، استفهام منهم على إنكار.