الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلاَمٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَىٰ ءَآللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ } * { أَمَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَآئِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُواْ شَجَرَهَا أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ } * { أَمَّن جَعَلَ ٱلأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلاَلَهَآ أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ ٱلْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱلله بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }

قوله: { قُلِ الحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلاَمٌ عَلَى عِبَادِهِ الذِينَ اصْطَفَى } أي: الذين اختار، يعني الأنبياء والمؤمنين. قوله: { ءَآللهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ } على الاستفهام، أي: إن الله خير من أوثانهم التي يعبدون من دون الله.

قوله: { أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَنبَتْنَا بِهِ } أي: بذلك الماء { حَدَآئِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ } أي: ذات حسن، أي: حسنة. قال الحسن: الحدائق: النخل. وقال الكلبي: الحديقة: الحائط من الشجر والنخل.

{ مَّا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنبِتُوا شَجَرَهَآ } أي: إن الله أنبتها. يقول: أم من خلق هذا خير، وهو تبع للكلام، لقوله: { ءَآللهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ }. وهو على الاستفهام. يقول: أم من خلق هذا أم أوثانهم. أي: إن الله خير منهم.

قال: { أَءِلهٌ مَّعَ اللهِ } أي: ليس معه إله. وهذا استفهام على إنكار. { بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ } أي: يعدلون بالله، فيعبدون الأوثان من دونه، يعدلونهم بالله.

قوله: { أَمَّن جَعَلَ الأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلاَلَهَآ أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ } أي: الجبال { وَجَعَلَ بَيْنَ البَحْرَيْنِ حَاجِزاً } أي: لا يبغي أحدهما على الآخر، لا يبغي المالح على العذب، ولا العذب على المالح. وقال بعضهم: وجعل بينهما برزخاً أي: حاجزاً من الأرض، أي: بين البحرين المالحين: بحر فارس والروم. وقال مجاهد: حاجزاً لا يرى. وقال الكلبي: البرزخ: [الحَلْق] الذي بينهما. يعني بحر فارس والروم.

وقال الحسن يقول: أم من خلق هذا خير أم أوثانهم. وهذا تبع لقوله: { ءَآللهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ }. وهو على الاستفهام، أي: إن الله خير من أوثانهم. قال: { أَءِلهٌ مَّعَ اللهِ } أي: ليس معه إله { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }.