الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوۤاْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } * { وَأَنجَيْنَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ } * { وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ ٱلْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ } * { أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ ٱلنِّسَآءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ } * { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ أَخْرِجُوۤاْ آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } * { فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ ٱلْغَابِرِينَ } * { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَآءَ مَطَرُ ٱلْمُنذَرِينَ }

قال: { فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ } يعني بالحجر { خَاوِيَةً } أي: ليس فيها أحد { بِمَا ظَلَمُوا } أي: بما أشركوا { إِنَّ فِي ذَلِكَ لأَيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }. قال: { وَأَنَجَيْنَا الذِينَ ءَامَنُوا } أي: صالحاً والذين آمنوا معه. { وَكَانُوا يَتَّقُونَ }.

ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تدخلوا على هؤلاء القوم المعذَّبين، يعني أصحاب الحجر، إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم، أن يصيبكم ما أصابهم. أي: لا يصيبكم مثل ما أصابهم ".

ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ في غزوة تبوك بوادي ثمود على فرس شقراء فقال: " اسرعوا السير فإنكم بواد ملعون ".

قوله: { وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأتُونَ الفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ } أنها فاحشة. { أَئِنَّكُمْ لَتَأتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّنْ دُونِ النِّسَآءِ بَل أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ } وقد فسَّرنا أمرهم في غير هذا الموضع.

قوله: { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا } أي: قاله بعضهم لبعض { أَخْرِجُوا ءَالَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } أي: عن الفاحشة في تفسير الحسن. وقال مجاهد: من أدبار الرجال وأدبار النساء، ويتطهّرون أي: يتنزّهون.

قال الله: { فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الغَابِرِينَ } أي: غبرت، أي: بقيت في عذاب الله. { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً } وهي الحجارة التي رمي بها أهل السفر منهم ومن كان خارجاً من المدينة، وخسف بهم، وهي في تفسير بعضهم: ثلاث مدائن. وهو قوله:وَالمُؤْتَفِكَاتِ } [التوبة: 70] وتأويل المؤتفكات: المنقلبات. ائتفكت بأهلها، أي: انقلبت بهم فصار عاليها سافلها. قال: { فَسَآءَ مَطَرُ المُنذَرِينَ } أي: بئس مطر المنذرين. يعنيهم. أي: أنذرهم لوط فلم ينتذروا.