الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ ٱطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ ٱللَّهِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ } * { وَكَانَ فِي ٱلْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ } * { قَالُواْ تَقَاسَمُواْ بِٱللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ } * { وَمَكَرُواْ مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } * { فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ }

{ قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ } قالوا: ما أصابنا من سوء فهو من قِبَلك ومن قِبَل من معك في تفسير بعضهم. وقال الحسن: قد كانوا أصابهم جوع فقالوا: لشؤمك ولشؤم الذين معك أصابنا هذا، وهي الطيرة. { قَالَ طَآئِرُكُمْ عِندَ اللهِ } أي: عملكم عند الله.

{ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ } أي: تبتلون، أي: تختبرون بطاعة الله ومعصيته في تفسير بعضهم. وقال الحسن: { بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ } أي: عن دينكم، أي: تصرفون عن دينكم الذي أمركم الله به، يعني الإِسلام.

قوله: { وَكَانَ فِي المَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ }. [قال بعضهم: تسعة رهط من قوم صالح]. { قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللهِ } أي: تحالفوا بالله. أي: يقوله بعضهم لبعض: { لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ } قال الحسن: أهله: أمته الذين على دينه. وقال بعضهم: تواثقوا على أن يأخذوه ليلاً فيقتلوه. وقال بعضهم: ذكر لنا أنهم بينما هم معانيق إلى صالح ليفتكوا به إذ بعث الله عليهم صخرة فأهمدتهم.

قوله: { ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ } أي: لرهطه { مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ }.

قال الله: { وَمَكَرُوا مَكْراً } أي: الذي أرادوا بصالح { وَمَكَرْنَا مَكْراً } أي رماهم الله بالصخرة فأهمدتهم. قال: { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } قال: { فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ إِنَّا دَمَّرْنَاهُمْ } أي: بالصخرة { وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ } أي: دمّرنا قومهم بعدهم بالصيحة.