الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنِّي وَجَدتُّ ٱمْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ } * { وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ فَهُمْ لاَ يَهْتَدُونَ } * { أَلاَّ يَسْجُدُواْ للَّهِ ٱلَّذِي يُخْرِجُ ٱلْخَبْءَ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ } * { ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ }

قوله: { إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ } أي: من كل شيء أوتيت منه. { وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ }. وعرشها سريرها، وكان سريرها حسناً؛ كان من ذهب، وقوائمه لؤلؤ وجوهر. وكان مُستّراً بالديباج والحرير. وكانت عليه سبعة مغاليق، وكانت دونه سبعة أبيات بالبيت الذي هو فيه مغلقة مقفلة.

قوله: { وَجَدتُّها وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللهِ }. قال الحسن: كانوا مجوساً. { وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لاَ يَهْتَدُونَ أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ }. وفيها تقديم، أي: وزيّن لهم الشيطان أعمالهم فصدّهم عن السبيل ألا يسجدوا لله. فصدّهم عن السبيل أي: بتركهم السجود فهم لا يهتدون. وفي بعض كلام العرب: { أَلاَّ تَسْجُدُوا } أي: فاسجدوا. قوله: { الذِي يُخْرِجُ الخبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } أي: يعلم السرّ في السموات والأرض. والخَبء من الخبيئة. وقال مجاهد: الخبء: الغيب؛ وهو واحد. قال: { وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ. اللهُ لآ إلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ } ذكروا عن ابن عباس أنه قال: لا يعلم قدر العرش إلا الذي خلقه.

ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أذن لي أن أحدّث عن ملك في حملة العرش رجلاه في الأرض السفلى وعلى قرنه العرش، وبين شحمة أذنه إلى عاتقه خفقان الطير مسيرة سبعمائة سنة يقول: سبحانك اللهم وبحمدك لم يخل منك مكان ".