قوله: { وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ } أي: في جيب قميصك { تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ } أي: من غير برص. قال الحسن: أخرجها والله كأنها مصباح، فعلِم موسى أنه قد لقي ربه.
قوله: { فِي تِسْعِ ءَايَاتٍ } أي: مع تسع آيات. { إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ } والتسع الآيات: يده وعصاه والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم،{ وَلَقَدْ أَخَذْنَآ ءَالَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّنَ الثَّمَرَاتِ } [الأعراف: 130].
قوله: { فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ ءَايَاتُنَا مُبْصِرَةً } أي: بيّنة { قَالُوا: هذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ } أي: بيّن. { وَجَحَدُوا بِهَا } أي: بآياتنا { وَاسْتَيْقَنَتْهَآ أَنفُسُهُمْ } أي: أنها من عند الله، { ظُلْماً } أي: ظلماً لأنفسهم. وقال في آية أخرى:{ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } [البقرة: 57] قال: { وَعُلُوّاً } أي: من باب العلو. { فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُفْسِدِينَ } أي: المشركين. كان عاقبتهم أن دمّر الله عليهم ثم صيّرهم إلى النار.
قوله: { وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالاَ الحَمْدُ لِلَّهِ الذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّن عِبَادِهِ المُؤمِنِينَ } يعنيان أهل زمانهم من المؤمنين.
قوله: { وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ } أي: نبوّته وملكه { وَقَالَ يَآأَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ } يعني كل شيء أوتي منه. { إِنَّ هَذَا لَهُوَ الفَضْلُ المُبينُ } أي: البين.
قوله: { وَحُشِرَ } أي: وجمع { لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ } اي: على كل صنف منهم وزعة ترد أولاهم على أخراهم. هذا تفسير بعضهم. وقال الحسن: { فَهُمْ يُوزَعُونَ } ، أي: فهم يُدفَعون لا يتقدّمه منهم أحد.