الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ ٱلْمُجْرِمِينَ } * { لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } * { فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } * { فَيَقُولُواْ هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ } * { أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ } * { أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ } * { ثُمَّ جَآءَهُم مَّا كَانُواْ يُوعَدُونَ } * { مَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يُمَتَّعُونَ } * { وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ } * { ذِكْرَىٰ وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ }

قوله عز وجل: { كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ } [أي: سلكنا التكذيب] { فِي قُلُوبِ المُجْرِمِينَ } أي: المشركين. وهذا جرم الشرك. { لاَ يُؤمِنُونَ بِهِ } أي: بالقرآن { حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ } أي: الموجع { فَيَأتِيَهُم بَغْتَةً } أي: فجأة { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ فَيَقُولُوا } يومئذ عند ذلك { هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ } أي: مؤخَّرون، أي: مُرَدّون إلى الدنيا فنؤمن.

قال الله: { أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ } أي: على الاستفهام. أي: قد استعجلوا به لقولهم:ائتنا بِعَذَابِ اللهِ } [العنكبوت: 29]، وذلك منهم استهزاء وتكذيب بأنه لا يأتيهم العذاب.

قوله: { أَفَرَءَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جَآءَهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ } أي: العذاب { مَآ أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعونَ } أي: في الدنيا.

قوله: { وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ } أي: إلا لها رسل، أي: إنه لم يهلك قرية إلا من بعد قيام الحجة عليهم والرسل والبينة والعذر.

قال: { ذِكْرَى } أي: يذكرهم ويبيّن لهم ويحتج عليهم. { وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ } أي: لم نكن لنعذّبهم حتى نحتجّ عليهم ونبيّن لهم ونقطع عذرهم. كقوله:وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي القُرَى إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ } [القصص: 59] أي: مشركون، رادون على الرسل ما دعوهم إليه.