الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلاَ تَتَّقُونَ } * { إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } * { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ } * { وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { أَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُخْسِرِينَ } * { وَزِنُواْ بِٱلْقِسْطَاسِ ٱلْمُسْتَقِيمِ } * { وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ } * { وَٱتَّقُواْ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ وَٱلْجِبِلَّةَ ٱلأَوَّلِينَ } * { قَالُوۤاْ إِنَّمَآ أَنتَ مِنَ ٱلْمُسَحَّرِينَ } * { وَمَآ أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ ٱلْكَاذِبِينَ } * { فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } * { قَالَ رَبِّيۤ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ } * { فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ ٱلظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }

{ إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلاَ تَتَّقُونَ } يأمرهم أن يتقوا الله { إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } أي: على ما جئتكم به. { فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِن أَجْرٍ إِنَ أَجْرِيَ } أي: ثوابي { إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ }.

{ أَوْفُوا الكَيْلَ وَلاَ تَكُونُوا مِنَ المُخْسِرِينَ } أي: من المنتقصين الذين ينقصون الناس حقوقهم. { وَزِنُوا بِالقِسْطَاسِ المُسْتَقِيمِ } أي: العدل، بالرومية. { وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ } أي: الذي لهم من العدل، وكانوا أهل تطفيف ونقصان في الميزان. { وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ وَاتَّقَوا الذِين خَلَقَكُمْ وَالجِبِلَّةَ الأَوَّلِينَ } أي: والخليقة الأوَّلِين.

{ قَالُوا إِنَّمَآ أَنتَ مِنَ المُسَحَّرِينَ } وهي مثل الأولى { وَمَآ أَنْتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الكَاذِبِينَ } أي: فيما تدّعي من الرسالة { فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مِّنَ السَّمَآءِ إِنْ كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ } والكِسف القِطعة. { إِنْ كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ } أي: بما جئتنا به. { قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ }.

قال الله { فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }.

ذكروا أنهم كانوا أصحاب غيضة. والغيضة هي الغابة والشجر متكاوس. وكان عامة شجرهم الدّوم، هذا المقل. فسلط الله عليهم الحر سبعة أيام، فكان لا يكنهم شيء. فبعث الله سحابة فلجأوا تحتها يلتمسون الرَّوْحَ، فجعلها الله عليهم عذاباً؛ جعل تلك السحابة ناراً عليهم، فاضطرمت عليهم فهلكوا؛ فذلك قوله: { فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ } يعني تلك السحابة.