الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ } * { فَٱفْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِي مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ } * { ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ ٱلْبَاقِينَ } * { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ } * { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ } * { كَذَّبَتْ عَادٌ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلاَ تَتَّقُونَ } * { إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } * { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ } * { وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ } * { وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ }

{ قَالَ } نوح: { رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً } أي: اقض بيني وبينهم، وإذا قضى الله بين النبي وبين قومه هلكوا. { وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِي مِنَ المُؤمِنِينَ } وهذا حيث أمر بالدعاء عليهم، فاستجيب له، فأهلكهم الله ونجاه ومن معه من المؤمنين.

قال: { فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الفُلْكِ المَشْحُونِ } والمشحون: الموقر بحمله مما حمل نوح في السفينة من كل زوج اثنين ومن معه من المؤمنين. كان معه امرأته وثلاث بنين له: سام وحام ويافث ونساؤهم؛ فجميعهم ثمانية.

قال: { ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ } أي: بعد من أنجى في السفينة { البَاقِينَ } وهم قوم نوح. وفيها تقديم: ثم أغرقنا الباقين بعدُ.

{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لأَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤمِنِينَ وَإنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ } وهي مثل الأولى.

قوله: { كَذَّبَتْ عَادٌ المُرْسَلِينَ } يعني هوداً. ومن كذّب رسولاً واحداً فقد كذّب المرسلين كلهم. { إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ } أي: أخوهم في النسب، وليس بأخيهم في الدين { أَلاَ تَتَّقُونَ } أي: الله؛ يأمرهم أن يتقوا الله { إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } أي: على ما جئتكم به { فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ } أي: على ما جئتكم به { مِن أَجْرٍ إِنَ أَجْرِيَ } أي: ثوابي { إِلاَّ عَلَى رَبِّ العَالَمِينَ }.

{ أَتَبْنُونَ } ، على الاستفهام، أي: قد فعلتم { بِكُلِّ رِيعٍ } أي: بكل طريق في تفسير بعضهم، قال مجاهد: بكل فج، أي: طريق بين جبلين { ءايَةً } اي: علماً { تَعْبَثُونَ } أي: تلعبون. قال: { وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ } أي: البناء، في تفسير الحسن. وقال الكلبي: القصور، ويقال: مصانع للماء { لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ } أي: في الدنيا، أي: لا تخلدون فيها. وقال بعضهم في بعض القراءة: وتتّخذون مصانع كأنكم تخلدون.