قوله: { وَالذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ }. وأنتم أيها المشركون تدعون مع الله آلهة. قال: { وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ التِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ }. ذكروا عن الحسن قال: لما نزل في قاتل المؤمن وفي الزاني وأشباه ذلك ما نزل قال أصحاب النبي: أينا لم يزن، أينا لم يفعل، وتخوّفوا أن يُؤخذوا بما كان منهم في الجاهلية. فأنزل الله: { وَالذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إلهاً آخَرَ } أي: بعد إسلامهم، { وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْس التِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ } ، اي: بعد إسلامهم، { وَلاَ يَزْنُونَ } أي: بعد إسلامهم. وأنزل قوله:{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ } أي: بالشرك والكبائر الموبقة{ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ } إن تبتم إليه{ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ } [الزمر: 53] لمن تاب إليه، الرحيم به إذ جعل له متاباً، أي: مرجعاً ومخرجاً.{ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ } [الزمر: 54] يغفر لكم ما كان منكم في الجاهلية. وأنزل الله في هذه الآية: { وَالذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إلهاً آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ التِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ }. قوله: { وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً } قال بعضهم: نكالاً. وقال بعضهم: كنا نُحدَّث أنه واد في جهنم. قال: { يُضَاعَفْ لَهُ العَذَابُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً إِلاَّ مَنْ تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَّحِيماً }. ذكر الحسن في قوله في سورة [طه: 82]:{ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَنْ تَابَ } أي: من الشرك،{ وَءَامَنَ } أي: أخلص الإِيمان لله{ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً } أي: في إيمانه. وقال بعضهم: إلا من تاب من ذنبه، وآمن: أي بربه، وعملا عملاً صالحاً، أي: فيما بينه وبين الله. قوله: { فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ } أي: يبدّل الله مكان الشرك الإِيمان، ومكان العمل السيء العمل الصالح. [وقال بعضهم: فاما التبديل في الدنيا فطاعة الله بعد عصيانه، وذكر الله بعد نسيانه، والخير يعمله بعد الشر].