الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَالَّذِينَ يِبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً } * { وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً } * { إِنَّهَا سَآءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً } * { وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً }

قوله: { وَالذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً } أي: يصلّون، وأنتم أيها المشركون لا تصلون.

ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أصيبوا من الليل ولو ركعتين، ولو أربعاً ".

[وقال بعضهم]: بلغنا أنه من صلّى من الليل ركعتين فهو من الذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً.

قال: { وَالذِينَ يَقُولُونَ: رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً } قال الحسن: قد علموا أن كل غريم مفارق غريمه إلا غريم جهنم.

وبعضهم يقول: { إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً } أي: لزاماً، وهو مثل قول الحسن، إلا أنه شبهه بالغريم يلزم غريمه. وبعضهم يقول: { إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً } أي: انتقاماً.

قال: { إِنَّهَا سَآءَتْ مُسْتَقَرّاً } أي: بئس المستقر هي. وقال الحسن: إن أهلها لا يستقرّون فيها، كقوله:عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ } [الغاشية: 3]، أعملها الله وأنصبها في النار. وقال:يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ } [الرحمن: 44] فهم في ترداد وعناء. قال: { وَمُقَاماً } أي: ومنزلاً.

قوله: { وَالذِينَ إذَآ أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا } لم يسرفوا أي: لم ينفقوا في معصية الله، ولم يقتروا على النفقة في طاعة الله. { وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً } هذه النفقة نفقة الرجل على أهله.

ذكروا أن هذه أنزلت في أصحاب النبي عليه السلام، وصفهم الله بهذه الصفة. [كانوا لا يأكلون طعاماً يريدون به نعيماً، ولا يلبسون ثوباً يريدون به جمالاً، وكانت قلوبهم على قلب واحد].