قال: { ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً } أي: يسيراً علينا. كقوله:{ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ } [العنكبوت: 19]. وقال مجاهد: { سَاكِناً } لا تصيبه الشمس ولا يزول. { ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً } أي: تحويه. { ثُم قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضاً } أي: حَوَى الشمس إياه. وقال بعضهم: وذلك حين يقوم العمود نصف النهار حين لا يكون ظل؛ فإذا زالت الشمس رجع الظل فازداد حتى تغيب الشمس. قوله: { وَهُوَ الذِي جَعَلَ لَكُمُ الّيْلَ لِبَاساً } يعني سكناً يسكن فيه الخلق { وَالنَّوْمَ سُبَاتاً } أي: يسبت فيه النائم حتى لا يعقل. { وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً } أي: ينتشر فيه الخلق لمعايشهم ولحوائجهم ولتصرّفهم. قوله: { وَهُوَ الذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشُراً } أي: تلقح السحاب { بَيْنَ يَدَي رَحْمَتِهِ } أي: بين يدي المطر. [قال: { وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَآءِ مَاءً } يعني المطر، { طَهُوراً } للمؤمنين بتطهرون به من الأحداث والجنابة. قال: { لِنُحْيِيَ بِهِ } أي: بالمطر { بَلْدَةً مَّيْتاً } اليابسة التي ليس فيها نبات. { وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَآ أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ } يعني المطر { لِيَذَّكَّرُوا }. ذكروا عن ابن عباس قال: ما عام بأكثر مطراً من عام، أو قال: ماء، ولكن الله يصرفه حيث يشاء] ثم تلا هذه الآية: { وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا } قال الحسن: فيكونوا متذكرين بهذا المطر فيعلمون أن الذي أنزل هذا المطر الذي يعيش به الخلق وينبت به النبات في الأرض اليابسة قادر على أن يحيي الموتى. قوله: { فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً } يقولون: مطرنا بنوء كذا وكذا، مطرنا بنوء كذا. ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لو حبس الله المطر عن أمتي عشر سنين، ثم صبه عليهم لأصبحت طائفة من أمتي يقولون: مطرنا بنوء مذحِج ". ذكر الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة لا يدعهن الناس: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالأنواء ".