الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكُلاًّ ضَرَبْنَا لَهُ ٱلأَمْثَالَ وَكُلاًّ تَبَّرْنَا تَتْبِيراً } * { وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِيۤ أُمْطِرَتْ مَطَرَ ٱلسَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُواْ يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُواْ لاَ يَرْجُونَ نُشُوراً } * { وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهَـٰذَا ٱلَّذِي بَعَثَ ٱللَّهُ رَسُولاً } * { إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلاَ أَن صَبْرَنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ ٱلْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً } * { أَرَأَيْتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً } * { أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَٱلأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً } * { أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ ٱلظِّلَّ وَلَوْ شَآءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا ٱلشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً }

قال: { وَكُلاًّ } يعني من ذكر ممن مضى { ضَرَبْنَا لَهُ الأَمْثَالَ } أي: خوفناهم واحتججنا عليهم وبيّنّا لهم { وَكُلاًّ تَبَّرْنَا تَتْبِيراً } أي: أفسدنا فساداً. وقال بعضهم: وكلا أهلكنا هلاكاً، يعني إهلاكه الأمم السالفة بتكذيبهم رسلها.

قوله: { وَلَقَدَ اتوْا } يعني مشركي العرب أتوا { عَلَى الْقَرْيَةِ التِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ } يعني قرية لوط. ومطر السوء الحجارة التي رمى بها من كان خارجاً من المدينة وأهل السفر منهم. قال: { أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا } أي: فيتفكروا ويحذروا أن ينزل عليهم ما نزل بهم. أي: بلى، قد أتوا عليها ورأوها. مثل قوله:وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ وَبِالَّيْلِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } [الصافات: 137-138] قال: { بَلْ كَانُوا لاَ يَرْجُونَ نُشُوراً } أي: لا يخافون بعثاً ولا حساباً.

{ وَإِذَا رَأَوْكَ } يعني الذين كفروا { إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهذَا الذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً } أي: فيما يزعم، يقوله بعضهم لبعض { إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ ءَالِهَتِنَا } يعنون أوثانهم { لَوْلآ أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا } أي: على عبادتها. قال الله: { وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ العَذَابَ } في الآخرة { مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً } أي إنهم كانوا أضل سبيلاً من محمد.

قوله: { أَرَءَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلهَهُ هَوَاهُ } ذكروا عن الحسن قال: [هو المنافق يصيب هواه، كلما هوِيَ شيئاً فعله]. قوله: اتخذ هواه إلهاً، يعني المشرك. قوله: { أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً } أي: حفيظاً تحفظ عليه عمله حتى تجازيه به، أي: إنك لست بربّ، إنما أنت نذير.

قوله: { أَمْ تَحْسِبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ } يعني المشركين { إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ } أي: فيما يعبدونه { أَضَلُّ سَبِيلاً } من الأنعام.

قوله: { أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ } قال الحسن: { أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ } من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس. { وَلَوْ شَآءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً } أي: لا يزول. قال: { ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ } أي: على الظل { دَلِيلاً } أي: تتبعه وتقبضه.