الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ ٱلْحَقُّ لِلرَّحْمَـٰنِ وَكَانَ يَوْماً عَلَى ٱلْكَافِرِينَ عَسِيراً } * { وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يٰلَيْتَنِي ٱتَّخَذْتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلاً } * { يَٰوَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً } * { لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ ٱلذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَآءَنِي وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً } * { وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يٰرَبِّ إِنَّ قَوْمِي ٱتَّخَذُواْ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ مَهْجُوراً } * { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ ٱلْمُجْرِمِينَ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً }

قال: { المُلْكُ يَوْمَئِذٍ الحَقُّ لِلرَّحْمنِ } يخضع الملوك يومئذ لملك الله، والجبابرة لجبروت الله. { وَكَانَ يَوْماً عَلَى الكَافِرِينَ عَسِيراً } أي: شديداً.

قوله: { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ } ، وهو أبيّ بن خلف، يأكلها ندامة يوم القيامة. { يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذتُّ مَعَ الرَّسُولِ } أي: محمد { سَبِيلاً } إلى الله باتباعه بالإِيمان.

{ يَٰوَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَم أتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً } أي: عقبة بن أبي معيط { لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ } أي: عن القرآن { بَعْدَ إِذْ جَآءَنِي }.

ذكروا عن مجاهد قال: كان أبيّ بن خلف يأتي النبي فزجره عقبة بن أبي معيط عن ذلك، فهو قول أبيّ بن خلف في الآخرة: { يَالَيْتَنِي اتَّخَذتُّ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً }.

وقال مجاهد في قوله: { يَٰوَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَم أتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً } يعني به الشيطان.

قوله: { وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً } أي: يأمره بمعصية الله، ثم يخذله في الآخرة. كقوله:وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلآ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَّآ أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ } [إبراهيم: 22].

قوله: { وَقَالَ الرَّسُولُ } يعني محمداً صلى الله عليه وسلم: { يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي } يعني من لم يؤمن به { اتَّخَذُوا هذَا القُرْآنَ مَهْجُوراً } أي: هجروه فلم يؤمنوا به. وقال مجاهد: يُهجِرون بالقول فيه، ويقولون: هو كذب. وقال بعضهم: إنما قال هذا محمد يشتكي قومه إلى ربه.

قال الله يعزي نبيّه: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ المُجْرِمِينَ } أي: من المشركين { وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً } إلى دينه { وَنَصِيراً } أي: للمؤمنين على أعدائهم.