الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَآ أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَآءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَآءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُواْ ٱلذِّكْرَ وَكَانُواْ قَوْماً بُوراً } * { فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلاَ نَصْراً وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً }

{ قَالُوا } قالت الملائكة في تفسير الحسن. وقال مجاهد: قالت الملائكة وعيسى وعزير: { سُبْحَانَكَ } يُنزِّهون الله عن ذلك { مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَآ أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَآءَ } أي: لم نكن نواليهم على عبادتهم إيانا. وبعضهم يقرأها: { أَن نَّتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَآءَ }.

{ وَلَكِن مَتَّعْتَهُمْ وَءَابَآءَهُمْ } في عيشهم في الدنيا بغير عذاب { حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ } أي: حتى تركوا الذكر لما جاءهم في الدنيا. { وَكَانُوا قَوْماً بُوراً }. أي: فاسدين فساد الشرك. وقال مجاهد: هالكين.

قال الله لهم في الآخرة: { فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ }. قال الحسن: يقول للمشركين: { فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ } أي: إنهم آلهة.

وفي تفسير مجاهد قال: يكذبون المشركين بقولهم، إذ جعلوهم آلهة، فانتفوا من ذلك ونزّهوا الله عنه. وبعضهم يقرأها: { بِمَا يَقُولُونَ } يعني قول الملائكة في قول الحسن، وفي قول مجاهد: الملائكة وعيسى وعزير.

قال: { فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلاَ نَصْراً } قال الحسن: فما يستطيع الذين عبدوهم لهم (صَرْفاً)، أي: أن يصرفوا عنهم العذاب، { وَلاَ نَصْراً } أي: ولا ينصرونهم.

قوله: { وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ } أي: ومن يشرك منكم وينافق { نُذِقْهُ } أي: نعذّبه { عَذَاباً كَبِيراً } كقوله:إِلاَّ مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ فَيُعَذِّبُهُ اللهُ العَذَابَ الأَكْبَرَ } [الغاشية: 23-24].