الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ بَلْ كَذَّبُواْ بِٱلسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِٱلسَّاعَةِ سَعِيراً } * { إِذَا رَأَتْهُمْ مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً } * { وَإَذَآ أُلْقُواْ مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُّقَرَّنِينَ دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً } * { لاَّ تَدْعُواْ ٱلْيَوْمَ ثُبُوراً وَاحِداً وَٱدْعُواْ ثُبُوراً كَثِيراً } * { قُلْ أَذٰلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ ٱلْخُلْدِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَآءً وَمَصِيراً } * { لَّهُمْ فِيهَا مَا يَشَآءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ وَعْداً مَّسْئُولاً } * { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلاَءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا ٱلسَّبِيلَ }

قال: { بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ } أي: بالقيامة { وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً } والسعير اسم من أسماء جهنم.

قوله: { إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } [قيل]: مسيرة خمسمائة سنة { سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظَاً } أي: عليهم { وَزَفِيراً } أي: صوتها.

قوله: { وَإِذَآ أُلْقُوا مِنْهَا } أي: في النار { مَكَاناً ضَيِّقاً مُّقَرَّنِينَ } ذكروا عن عبد الله بن عمر أنه كان يقول: إن جهنم لتضيق على الكافر كضيق الزّجّ على الرمح، وقوله: (مُّقَرَّنِينَ)، أي: هو وشيطانه الذي كان يدعوه إلى الضلالة في سلسلة واحدة، يلعن كل منهما صاحبه، ويتبَرَّأ كل واحد منهما من صاحبه.

قوله: { دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُوراً } أي: ويلاً وهلاكاً. { لاَّ تَدْعُوا اليَوْمَ ثُبُوراً وَاحِدَاً } ويلاً وهلاكاً واحداً { وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً } [أي: ويلاً كثيراً وهلاكاً طويلاً].

ثم قال على الاستفهام: { قُل أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الخُلْدِ } أي: إن جنة الخلد خير من ذلك { التِي وُعِدَ المُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَآءً } أي: بقدر أعمالهم { وَمَصِيراً } أي: يصيرون إليها وتكون لهم منزلاً ومثوى.

{ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآءُونَ خَالِدِينَ } أي: لا يموتون ولا يخرجون منها { كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْداً مَّسْئُولاً } أي: سأل المؤمنون الله الجنة فأعطاهم إياها. وقال بعضهم: سألت الملائكة الله للمؤمنين الجنة، وسؤالهم ذلك كان في سورة حم المؤمن إذ قالوا:رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ التِي وَعَدتَّهُمْ... } إلى آخر الآية [غافر: 8].

قوله: { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ فَيَقُولُ ءَأنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هؤُلآءِ }. وهذا على الاستفهام، وقد علم أنهم لم يضلّوهم، يقوله للملائكة في تفسير الحسن. وقال مجاهد: يقوله للملائكة وعيسى وعزير. ونظير قول الحسن في هذه الآية:وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلآئِكَةِ أَهؤُلآءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الجِنَّ } [سبأ: 40-41] أي: الشياطين من الجن. { أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ }.