الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِيَسْتَأْذِنكُمُ ٱلَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُكُمْ وَٱلَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُواْ ٱلْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ مِّن قَبْلِ صَـلَٰوةِ ٱلْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَـٰبَكُمْ مِّنَ ٱلظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَٰوةِ ٱلْعِشَآءِ ثَلاَثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلاَ عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَٰفُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلأَيَـٰتِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }

قوله: { يَآأَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا لِيَسْتَئذِنْكُمُ الذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاَثَ مَراتٍ مِّن قَبْلِ صَلاَةِ الفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ } وهو نصف النهار عند القائلة { وَمِن بَعْدِ صَلاَةِ العِشَآءِ ثَلاَثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلاَ عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ } أي: حرج وهو الإِثم { بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الأيَاتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } وهن الساعات التي يخلو فيهن الرجل بأهله لحاجته منها.

فأما قوله: { لِيَسْتَأذِنكُمُ الذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ } فهم المملوكون: الرجال والنساء الذين يخدمون الرجل في بيته، ومن كان من الأطفال المملوكين الذين لم يبلغوا الحلم.

قال: { وَالذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الحُلُمَ مِنكُمْ } يعني الأطفال الذين يحسنون الوصف إذا رأوا شيئاً، وكذلك من كان مثلهم من المملوكين، إلا الصغار الذين لا يحسنون الوصف إذا رأوا شيئاً من الأحرار والمملوكين، فلا ينبغي لهؤلاء الكبار والذين يحسنون الوصف أن يدخلوا في هذه الثلاث ساعات إلا بإذن، إلا أن لا يكون للرجل إلى أهله حاجة. ولا ينبغي له إذا كانت له إلى أهله حاجة أن يطأ أهله ومعه في البيت من هؤلاء أحد. فلذلك لا يدخلون في هذه الثلاث ساعات إلا بإذن.

قال: { لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلاَ عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ } أي: حرج { بَعْدَهُنَّ } أي: بعد هذه الثلاث ساعات، أن يدخلوا بغير إذن. { طَوَّافُونَ عَلَيْكُم } أي: يدخلون بغير إذن، { بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الأَيَاتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }.

ذكروا عن عبيد الله بن أبي يزيد قال: دخلت على ابن عباس فأراني وصيفة له خماسية فقال: ما تدخل عليّ هذه في هذه الثلاث ساعات إلا بإذن.

ذكروا عن الحسن عن رجل قال له: إنا قوم تجار، نسافر هذه الأسفار، وتكون مع أحدنا الجواري، ويكون معه خباء، وهن معه في الخباء، فهل يطأ واحدة منهن وهن معه في الخباء فغضب، وقال: لا.