قوله: { وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ } يعني المنافقين { لَئِنَ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ } أي: إلى الجهاد معه، أي: أقسموا ولم يستثنوا، وفيهم الضعيف والمريض، ومن يوضع عنه الخروج ممن له العذر. قال الله: { قُل لاَّ تُقْسِمُوا } أي: لا تحلفوا. ثم استأنف الكلام فقال: { طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ } أي: خير. وهذا إضمار، أي: طاعة معروفة خير مما تُضمِرون من النّفاق. { إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }. قوله: { قُل أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ } أي: في كل ما تعبّدكم به فأكمِلوه، وأوفوا به أجمع. ثم قال: { فَإِن تَوَلَّوْا } أي: عن الوفاء بما أقرّوا لك به { فَإِنَّمَا عَلَيْهِ } يعني الرسول { مَا حُمِّلَ } أي: من البلاغ { وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ } أي: من طاعته في جميع ما كلّفكم منها. " ذكروا أن يزيد بن سلمة قام للرسول صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أرأيت إذا كان علينا أمراء، أخذونا بالحق ومنعوناه، كيف نصنع؟ فأخذ الأشعث بثوبه فأجلسه، [ثم قام فعاد أيضاً، فأخذ الأشعث بثوبه] فقال: لا أزال أسأله حتى يجيبني أو تغيب الشمس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حمّلوا وعليكم ما حمّلتم ". قوله: { وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا } وإن تطيعوه، يعني النبي عليه السلام { وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ المُبِينُ } كقوله:{ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً } [الأنعام: 107] أي: تحفظ عليهم أعمالهم حتى تجازيهم بها.