قوله: { يُقَلِّبُ اللهُ الَّيْلَ وَالنَّهَارَ } [هو أخذ كل واحد منهما من صاحبه كقوله:{ يُولِجُ الَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي الَّيْلِ } [فاطر: 13] قال]: { إِن فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُولِي الأَبْصَارِ } أي: لذوي الأبصار، وهم المؤمنون الذين أبصروا الهدى. قوله: { وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةٍ مِّن مَّآءٍ }. ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كل شيء خلق من ماء ". قوله: { فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ } أي: الحيّة ونحوها { وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَّمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ } أي: ومنهم من يمشي على أكثر من ذلك. وإنما قال: { فَمِنْهُم مَّنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِي } على كذا، ومنهم من يمشي على كذا، خلق الله كثير. قال:{ وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } [النحل: 8]. قال: { يَخْلُقُ اللهُ مَا يَشَآءُ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }. قوله: { وَيَقُولُونَ } يعني المنافقين { ءَامَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّنْ بَعْدِ ذَلِكَ } أي: من بعد أن يقولوا { ءَامَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا } { وَمَآ أُولَئِكَ بِالمُؤْمِنِينَ } أي: لأنهم تولوا عن العمل بما أقروا لله وللرسول به. قوله: { وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ } أي: عن الإِجابة إلى حكم الله ورسوله وكتابه، يعني المنافقين الذين يقرُّون ولا يعملون.