الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ يُقَلِّبُ ٱللَّهُ ٱللَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي ٱلأَبْصَارِ } * { وَٱللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةٍ مِّن مَّآءٍ فَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنهُمْ مَّن يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ يَخْلُقُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { لَّقَدْ أَنزَلْنَآ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَٱللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ مِّن بَعْدِ ذٰلِكَ وَمَآ أُوْلَـٰئِكَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ } * { وَإِذَا دُعُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ مُّعْرِضُونَ }

قوله: { يُقَلِّبُ اللهُ الَّيْلَ وَالنَّهَارَ } [هو أخذ كل واحد منهما من صاحبه كقوله:يُولِجُ الَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي الَّيْلِ } [فاطر: 13] قال]: { إِن فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُولِي الأَبْصَارِ } أي: لذوي الأبصار، وهم المؤمنون الذين أبصروا الهدى.

قوله: { وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةٍ مِّن مَّآءٍ }. ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كل شيء خلق من ماء ".

قوله: { فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ } أي: الحيّة ونحوها { وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَّمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ } أي: ومنهم من يمشي على أكثر من ذلك. وإنما قال: { فَمِنْهُم مَّنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِي } على كذا، ومنهم من يمشي على كذا، خلق الله كثير. قال:وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } [النحل: 8].

قال: { يَخْلُقُ اللهُ مَا يَشَآءُ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }.

قوله: { وَيَقُولُونَ } يعني المنافقين { ءَامَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّنْ بَعْدِ ذَلِكَ } أي: من بعد أن يقولوا { ءَامَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا } { وَمَآ أُولَئِكَ بِالمُؤْمِنِينَ } أي: لأنهم تولوا عن العمل بما أقروا لله وللرسول به.

قوله: { وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ } أي: عن الإِجابة إلى حكم الله ورسوله وكتابه، يعني المنافقين الذين يقرُّون ولا يعملون.