الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلاَةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَـاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلْقُلُوبُ وَٱلأَبْصَارُ }

قال: { رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ } التجارة الجالب، والبيع الذي يبيع على يديه، قال: { عَن ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصّلاَةِ وَإِيتَآءِ الزَّكَاةِ }.

كانوا إذا سمعوا المؤذن تركوا بيعهم وقاموا إلى الصلاة. و { ذِكْرِ اللهِ } في هذا الموضع الأذان. { وَإِقَامِ الصَّلاَةِ } يعني الصلوات الخمس، { وَإِيتَآءِ الزَّكَاةِ } الزكاة المفروضة.

وهذا الحرف يقرأ على وجهين: { يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا } أي: في المساجد { بِالغُدُوِّ وَالأَصَالِ رِجَالٌ } ، والحرف الآخر: { يُسَبَّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالأَصَالِ }. ثم قال: { رِجَالٌ } ، أي: فهم الذين يسبحون له فيها بالغدو والآصال.

قوله: { يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ القُلُوبُ وَالأَبْصَارُ } أي: قلوب الكفار وأبصارهم. وتقلُّبُ القلوب أن القلوب انتزعت من أماكنها فغصّت بها الحناجر، فلا هي ترجع إلى أماكنها ولا هي تخرج. وهو قوله:إِذِ القُلُوبُ لَدَى الحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ } [غافر: 18]. وأما تقلب الأبصار فقد قال في آية أخرى:فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الذِينَ كَفَرُوا } [الأنبياء: 97] أي: لإجابة الداعي. وهو كقوله:لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ } [إبراهيم: 43].

وقال الحسن في قوله: { تَتَقَلَّبُ فِيهِ القُلُوبُ والأَبْصَارُ } أي: بالزَّرَقِ بعد الكَحَل، والعمى بعد النظر.