الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ } * { وَلاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِٱلْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } * { بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَـٰذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِّن دُونِ ذٰلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ }

قال: { وَالذِينَ يُؤْتُونَ مَآ ءَاتَوا } [ممدودة] { وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } أي: خائفة [ { أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ }.

تفسير الحسن قال: كانوا يعملون ما عملوا من أعمال البر ويخافون ألا يُنجيهم ذلك من عذاب ربهم. وقال مجاهد: يعملون ما عملوا من الخير وهم يخافون ألا يقبل منهم.

ذكر عن ابن عباس وعائشة أنهما كانا يقرآن هذا الحرف { وَالذِينَ يَأتُونَ مَا أَتَوا } خفيفة بغير مدّ. أي: يعملون ما عملوا مما نهوا عنه وقلوبهم وجلة خائفة] أن يؤخذوا به.

قوله: { أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ } أي: في الأعمال الصالحة. قال الحسن: أي: فيما افترض الله عليهم، وهو واحد. قال: { وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ } أي: وهم للخيرات مدركون في تفسير الحسن. وقال بعضهم: { وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ } أي: سابقون بالخيرات.

قوله: { وَلاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا } أي: لا يكلف الله نفساً إلا طاقتها؛ لا يكلّف الله المريض القيام، ولا الفقير الزكاة ولا الحج

قوله: { وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } أي: لا يظلم عندنا أحد.

قوله: { بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هذَا } أي: في غفلة من هذا، أي: مما ذكر من أعمال المؤمنين في الآية الأولى. { وَلَهُم } يعني المشركين { أَعْمَالٌ مِّنْ دُونِ ذَلِكَ } [أي: دون أعمال المؤمنين، أي: شرّ من أعمال المؤمنين { هُمْ لَهَا عَامِلُونَ } أي: لتلك الأعمال.

وتفسير مجاهد: { فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَذَا } يعني القرآن { وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِّنْ دُونِ ذَلِكَ } ] أي: خطايا من دون الحق. وقال بعضهم: أعمال لم يعملوها سيعملونها.

ذكر سعيد بن المسيب " عن عمر بن الخطاب أنه قال: يا رسول الله، أنعمل لما قد فرغ منه، أو لما يستأنف؟ قال: بل لما قد فرغ منه. فقال: ففيم العمل إذاً؟ قال: اعملوا، فكل لا ينال إلا بالعمل " قال هذا حين نجتهد.

ذكر بعض السلف قال: لم تُوكَلُوا إلى القدر وإليه تصيرون.