الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } * { إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَٱسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً عَالِينَ } * { فَقَالُوۤاْ أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ } * { فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُواْ مِنَ ٱلْمُهْلَكِينَ } * { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } * { وَجَعَلْنَا ٱبْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَآ إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ }

قال الله: { ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } أي: وحجّة بينة. { إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلإِيهِ } يعني قومه { فَاسْتَكْبَرُوا } أي: عن عبادة الله { وَكَانُوا قَوْماً عَالِينَ } أي: مشركين. وقال الحسن: مستكبرين في الأرض على الناس.

{ فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ } كانوا قد استعبدوا بني إسرائيل ووضعوا عليهم الجزية، [وليس يعني أنهم يعبدوننا].

قال الله: { فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ المُهْلَكِينَ } أي: فأهلكهم الله بالغرق.

قوله: { وَلَقَد ءَاتَيْنَا مُوسَى الكِتَابَ } أي: التوراة { لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } أي: لكي يهتدوا.

قوله: { وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ ءَايَةً } يقول: خُلِقَ لا والد له، فهو آية. ووالدته ولدته من غير رجل، فهي آية.

قال: { وَءَاوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ } قال بعضهم: الرّبوة بيت المقدس. وقال بعضهم: بلغنا أن كعباً قال: هي أقرب الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلاً.

وقال مجاهد: الربوة بقعة في مكان مرتفع يستقر فيه الماء. وقال الحسن: الربوة: دمشق. قال: { ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ }: { قَرَارٍ } يعني المنازل، و { مَعِينٍ } يعني الماء الذي أصله من العيون، الظاهر الجاري. وقال عكرمة: المعين: الظاهر. وقال الكلبي: المعين: الجاري، وغير الجاري الذي نالته الدلاء.